◄ عكعاك: إطلاق مشروعات جديدة وتعزيز الاستثمار في القطاعات السياحية والأنشطة الترفيهية
الدقم- الرؤية
بدأت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تفعيل مرتكزات استراتيجية المنطقة التي أُطلقت في مارس الماضي، وتتضمن 5 أهداف رئيسية؛ تشمل: توطين الاستثمارات، والتشغيل والإدارة الفعالة، وتطوير نمط حياة متوازن، وجذب السياح والشركاء، والتميز المؤسسي.
وقال المهندس أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إن استراتيجية المنطقة (2025- 2030) تركز على توطين الاستثمارات في مختلف القطاعات بالمنطقة مع الاهتمام بتسريع تطوير وتسويق المناطق الفرعية في القطاعات ذات الأولوية لتلبية احتياجات المستثمرين الحاليين والمستهدفين، مشيرًا إلى أن منتدى الدقم الاقتصادي الثاني الذي تم تنظيمه بالمنطقة في شهر أكتوبر الماضي ناقش تنمية الاستثمار في عدد من القطاعات المتاحة في المنطقة، كما ناقش عددا من المرتكزات الأخرى التي تتضمنها استراتيجية المنطقة حول الاستدامة وتطوير القطاع السياحي وتعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وذكر عكعاك أن العام الجاري شهد عددًا من حلقات العمل التدريبية لفريق العمل في إدارة المنطقة للتعرف على مرتكزات الاستراتيجية وأهدافها وتحديد مهام الفريق ودوره خلال هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن تدشين استراتيجية المنطقة تزامن أيضًا مع إطلاق برنامج التحول المؤسسي والهوية المحسنة ضمن الجهود المبذولة لرفع كفاءة العاملين وتحسين تجربة المستثمرين وتعزيز الصورة الذهنية للدقم لدى مجتمع الأعمال المحلي والدولي.
زيادة الاستثمارات
وقال عكعاك إن تدشين استراتيجية المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم (2025-2030) يتزامن مع تحقيق المنطقة للعديد من النجاحات في استقطاب الاستثمارات وتعظيم الاستفادة من البنى الأساسية التي أنشأتها الحكومة في السنوات الماضية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الاستثمارات الملتزم بها في المنطقة ارتفعت بنهاية يونيو الماضي إلى أكثر من 6 مليارات و323 مليون ريال عُماني مُسجلة نموًا بنسبة 5.3 بالمائة عن مستواها في يونيو من العام الماضي والبالغ 6 مليارات و4 ملايين ريال عُماني، مؤكدًا أن هذا النمو يعكس البيئة الاستثمارية النشطة، والتسهيلات، والحوافز المقدمة للمستثمرين، والمزايا التي تتمتع بها المنطقة.
وأضاف أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تشهد حاليًا تنفيذ العديد من المشروعات الاستثمارية الكبرى؛ ففي قطاع التطوير العقاري يتم تنفيذ مشروع ميسان سكوير الدقم وهو مجمع أعمال متكامل يضم مكاتب للأعمال وعددًا من المباني السكنية والتجارية، وقد بلغت نسبة الإنجاز في المشروع حوالي 80 بالمائة. وذكر أنه في قطاع الصناعات الخضراء، تعكف شركة جندال للحديد على إنشاء مصنع للحديد الأخضر، وقد حقق المشروع نسبة إنجاز عند نحو 26 بالمائة بنهاية يونيو الماضي، وفي قطاع الهيدروجين الأخضر تقوم شركة أكمي بتطوير مشروع الأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف طن سنويا، وقد بلغت نسبة الإنجاز في المشروع حتى يونيو الماضي 17 بالمائة، ومن المتوقع إنجاز المرحلة الأولى من المشروع في يوليو من عام 2027.
وأشار إلى أن هناك العديد من المشروعات الأخرى التي يجري إنشاؤها في المنطقة في القطاعات التجارية والصناعية والسياحية واللوجستية، مشيرًا إلى أن النصف الأول من العام الجاري شهد إطلاق المرحلة الأولى من مشروع تصنيع توربينات الرياح بقيمة استثمارية تتجاوز 70 مليون ريال عُماني. وقال إن المشروع الذي تنفذه شركة موارد توربين يختص بتصنيع توربينات الرياح بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 1000 ميجاواط، وذلك بأنواع مختلفة تشمل 6.25 ميجاواط و9.6 ميجاواط، ومن المقرر أن يدخل المشروع مرحلة التشغيل التجاري في عام 2026، ليكون أول مشروع من نوعه في المنطقة.
وأوضح أن هذا المشروع ينسجم مع جهود المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لاستغلال إمكانيات المنطقة في قطاع الطاقة المتجددة ويندرج ضمن الخطط الوطنية لتوطين تكنولوجيا الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 1000 فرصة عمل.
بنية أساسية متطورة
وأكد المهندس أحمد بن علي عكعاك أن إدارة المنطقة تعمل على تنفيذ عدد من مشروعات البنية الأساسية الجاذبة للاستثمارات، مؤكدًا أن مشروعات الطرق حققت نسب إنجاز مرتفعة، فقد تم افتتاح الحركة المرورية في مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين مطار الدقم وخزانات النفط الخام في رأس مركز بطول 51 كيلومترًا؛ حيث جرى إنجاز 94 بالمائة من مشروع ازدواجية طريق السلطان سعيد بن تيمور(الجنوبي) بطول حوالي 14 كيلومترًا، وبلغت نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى من مشروع ازدواجية الطريق الوطني 32 (NR32) أكثر من 83 بالمائة والمرحلة الثانية 58 بالمائة ويبلغ إجمالي طول الطريق في المرحلتين 27 كيلومترًا.
وأشار إلى أن العام الجاري شهد إسناد مشروع الطريق الساحلي المزدوج بطول 16 كيلومترًا، ويعد الطريق إضافة جديدة لمشروعات الطرق بالمنطقة ويستهدف تنمية القطاع السياحي واستقطاب المزيد من المشروعات السياحية الجديدة عبر إطلالته المباشرة على بحر العرب، ويربط الطريق المنطقة السياحية بميناء الصيد البحري ومجمع الصناعات السمكية والغذائية، ويأتي إنشاؤه في إطار خطة متكاملة لتطوير منظومة النقل بالمخطط الشامل للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم
وقال إن إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لا تركز فقط على استقطاب الاستثمارات وإنما تعمل أيضا على تشجيع العاملين على الاستقرار في المنطقة وتوفير أسباب ذلك لتكون الدقم مدينة مهيأة للعمل والعيش والإقامة، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت الانتهاء من تنفيذ حديقة الحي التجاري بمساحة 13 ألف متر مربع وتزويدها بجميع المرافق مع التشجير وتوفير نظام الري الحديث، كما تم الانتهاء من تنفيذ مشروع الطرق الداخلية بالحي التجاري بطول 13 كيلومترًا، وتنفيذ شبكة للصرف الصحي وشبكة لتصريف مياه الأمطار في الحي، وتم إنجاز أعمال التشجير ونظام الري بشارع المطار، وتطوير منتزه الشاطئ.
مجمع ترفيهي
وأشار إلى أن الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة تعمل حاليًا على إنشاء مجمع ترفيهي مجتمعي متعدد الأغراض بمساحة بناء تُقدّر بحوالي 1500 متر مربع، مشيرًا إلى أن المشروع يستهدف تعزيز نمط الحياة الاجتماعية ويخدم سكان وموظفي المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ويعدّ بيئة متكاملة تتيح فرص التواصل والتفاعل الاجتماعي ضمن إطارٍ من الراحة والترفيه، مع إمكانية الاستمتاع بإطلالات طبيعية مميزة والوصول المباشر إلى الشاطئ، ويضم المجمع مجموعة من المرافق الحيوية تشمل: المطاعم والمقاهي والمنافذ التجارية المتنوعة بالإضافة إلى جلسات داخلية وخارجية مريحة بتصاميم تعزز الطابع الاجتماعي، ومساحات مخصصة للاجتماعات، والعروض، والفعاليات المجتمعية، ومناطق ألعاب آمنة ومجهزة للأطفال، ومساحات خضراء مزروعة بالأشجار والنباتات الطبيعية تعزز من جمالية المكان، والعديد من الخدمات الأخرى، وقد بلغت نسبة الإنجاز في المشروع حتى يونيو الماضي أكثر من 95 بالمائة.
وأشار إلى أن تنفيذ هذه المشروعات يأتي لمواكبة النمو السكاني وارتفاع أعداد العاملين والأُسر المقيمة في الدقم وطلاب المدارس.
أداء النصف الأول
وحول أداء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال العام الجاري، قال المهندس أحمد بن علي عكعاك إن النصف الأول من العام الجاري شهد توقيع اتفاقيات انتفاع جديدة باستثمارات تصل إلى 22.6 مليون ريال عُماني، وسجلت المنطقة ارتفاعًا في عدد طلبات الاستثمار التي صعدت إلى 19 طلبا مقابل 7 طلبات في النصف الأول من العام الماضي، فيما زاد عدد السجلات التجارية الصادرة عن المنطقة إلى 225 سجلا مقابل 68 سجلا تم إصدارها في النصف الأول من العام الماضي، وشهدت المنطقة في النصف الأول من العام الجاري إصدار 181 تراخيصا لمزاولة الأنشطة الاقتصادية، و262 ترخيصًا للخدمات العامة، وتم إصدار 599 ترخيصًا للعمل.
وأوضح أن النمو الذي شهدته المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم انعكس إيجابًا على بيئة الأعمال، وقال إن إجمالي عدد العاملين في المنطقة ارتفع بنهاية يونيو الماضي إلى أكثر من 12 ألفًا و400 عامل، وقد أتاحت المشروعات المنفذة المزيد من فرص العمل أمام الشباب العُماني ليرتفع إجمالي العاملين العُمانيين بالمنطقة إلى 3245 موظفا مقابل 1544 موظفًا بنهاية النصف الأول من العام الماضي، وسجلت نسبة التعمين بنهاية يونيو الماضي تطورًا ملحوظًا متجاوزة 26 بالمائة مقابل 20 بالمائة بنهاية يونيو من عام 2024.
ونوه المهندس أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بفرص الأعمال التي أتاحتها المشروعات القائمة بالمنطقة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي بلغت بنهاية يونيو الماضي 541 مؤسسة من بينها 463 مؤسسة صغرى، و59 مؤسسة صغيرة و19 مؤسسة متوسطة، موضحًا أن إدارة المنطقة تقدم العديد من الخدمات والتسهيلات التي تشجع هذه المؤسسات على العمل في المنطقة؛ بما في ذلك تخفيض رسوم الخدمات التي تقدمها الهيئة بنسبة 50 بالمائة مع متابعة مستمرة من قبل دائرة الشراكة والتنمية لأداء هذه المؤسسات وتحفيزها عبر البرامج وحلقات العمل التدريبية.
